(توفيق زيّاد)
1929م- 1994م
ولد توفيق أمين زيّاد في مدينة الناصرة يوم السابع من أيار عام 1929م. وقد توفي والده في الصغر، فاضطر للاعتماد على نفسه في كل شيء.
وقد برزت لدى توفيق موهبة الشعر، وهو في المدرسة الثانوية في الناصرة، وبدأ وعيه السياسي يظهر متأثراً بمربيه الوطنيين: رشدي شاهين، وجمال سكران، وفؤاد خوري.
وبعد نكبة فلسطين عام 1948م، انضم الشاب توفيق رسمياً إلى صفوف الحزب الشيوعي. ولما كانت البلاد في حالة توتر دائم في ظل سياسة الترهيب والحرمان والترحيل، بدأ الفلسطينيون الباقون في وطنهم فلسطين أشبه ما يكونون بالأيتام على مأدبة اللئام، على حد تعبيره.
وفي كانون الأول من عام 1975، فاز توفيق برئاسة المجلس البلدي في الناصرة، في الانتخابات، التي أجرتها جبهة الناصرة الديمقراطية. وكان لتوفيق ورفاقه في الحزب الدور الطليعي الأساسي في المواجهة، والتصدي، والدفاع عن العمال، والمسحوقين، وفي كسر حاجز الخوف عند الناس.
وقد تعرض توفيق لاعتداءات السلطة الصهيونية، حتى وهو عضو برلمان، ورئيس بلدية . وفي عام 1977، جرت محاولة لاغتياله، ونجا منها بأعجوبة. وكان توفيق بين مئات المعتقلين في الناصرة، ومحكوم عليه بالسجن ستة أشهر.
وفي سنوات الرئاسة لبلدية الناصرة، أعدت بلدية الناصرة بقيادة توفيق مشروعاً لتطوير المدينة حتى عام 2000م، وقد منحه توفيق كل طاقته، وعدّه مشروع حياته الذي لم يكتمل!
وقد رحل توفيق زيّاد، وهو في قمة عطائه وكفاحه، في حادثة طرق مروعة، وقعت في الخامس من تموز عام 1994م.
والمرحوم توفيق زيّاد، أستاذ الشعر الثوري، والمواقف النضالية، والصمود، الذي لا ينخذل، وعناوين دواوينه الشعرية، ونحن في الذكرى الخضراء لرحيله، ذكرى أربعين الشاعر، تشير إلى كثير من مراحل حياته، وأقرأ لكم أسماء الدواوين
شيوعيون)، (أشد على أيديكم)، (ادفنوا أمواتكم وانهضوا)، (أغنيات الثورة والغضب)، (تهليلة الموت والشهادة) (أم درمان) (كلمات مقاتلة)!!
وتوفيق زيّاد رجل الإبداع السياسي، والفن الشعري، فنان مبدع في السياسة، وسياسي مبدع في الفن؛ اتخذ السياسة فنا يتعامل معه بشهية وقناعة وحب؛ واتخذ في سبيل ذلك كل الأسباب، وهيأ نفسه من البداية للغوص في هذين البحرين؛ رصد حركة التاريخ الإنساني وتوقف عند مفاصل التحول وعوامله، واتخذ لنفسه –بناء على ذلك- (جبلاً من الفكر) يستند إليه عن قناعة، وأخذ ينطلق في مواقف تثبت هذا الموقع، وتبين له خط السير التاريخي، وآمن به؛ فلم تزعزعه النكبات أو الانتكاسات، بل تحلى بالصمود والثبات في وجه العواصف والزلازل، وأصبح صاحب فكر اجتماعي سياسي لا يتزعزع، ومن أجل ذلك اقتحم منابره: البرلمان، والبلدية، والصحافة، والشعر، وفن القول، والخطابة؛ وكان يكتب القصة القصيرة أيضاً. ومنذ أن غزا العدو أرض بلاده وهو يرصد جذور هذا العدو، وطباع هذا العدو، ووسائل هذا العدو، والتركيب الاجتماعي الذي يستند إليه هذا العدو، والعدوان في ظل هذا العدو، والتمييز العنصري في عروق هذا العدو، والتفوق على غيره غاية هذا العدو، والسلاح وسيلة للتفوق والإبقاء على هذا التفوق؛ ومن هنا أنزرع توفيق في الأرض على أرضه؛ ومن هنا سلَّح نفسه بالفكر والمنطق وجلاء الحق، ومقاومة هذه البلايا الصهيونية بلا كلل وبلا تخاذل وبلا ضعف، ومن هنا كان شوكة في حلق العدو الصهيوني كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء!!
هذا السياسي، الذي أحبه الفلسطينيون، أتخذ (فن القول) صوتا من أصوات المنازلة، حتى أصبح فعله فناً قولياً، وأصبح قوله فعلاً نضالياً، وأصبحنا أمام ظاهرة فنية هي: كيف تكون الكلمة الإبداعية فعلاً، والفعل النضالي كلمة إبداعية؛ وقد كان توفيق رجل الجماهير، يعمل معها، ويعمل بها، ويعمل لها؛ وقد أمن بتحقيق العدل، وعمل من اجل الظفر بالغد، وإن يكن الموت قد هزمه:
(.................
حبنا أقوى من الحب وأغنى
فادفنوا أمواتكم وانتصبوا
فغدٌ لو طار.. لن يفلت منا!!
نحن ما ضعنا، ولكن من جديد قد سبكنا
سلبوني الماء، والزيت، وملح الأرغفة
وشعاع الشمس، والبحر، وطعم المعرفة
وحبيباً منذ عشرين مضى أتمنى لحظة أن أعطفه
سلبوني كل شيء: عتبة البيت وزهر الشرفة
سلبوني كل شيء: غير قلب وضمير وشفه
كبريائي –وأنا في قيدهم- أعنف من كل جنون العجرفة
......................
يدنا ثابتة، ويد الظالم مهما ثبتت مرتجفة
......................
أنا إنسان بسيط، لم أضع يوماً على كتفي مدفع
.................
وأنا أمل إيماني الذي لا يتزعزع
وهوى يكتسح الكون لعشب يتوجع!!
أي شيء يقتل الإصرار في شعب مكافح؟
وطني مهما نسوا، مر عليه ألف فاتح
ثم ذابوا مثلما الثلج يذوب!!).
وبسبب صلة توفيق بالجماهير ظلَّ يقيم وزنا كبيرا (للأمثال الشعبية) الإيجابية:
- (-عن جدنا الأول، قد جاء في الأمثال: واوي بلع منجل!! كل ما تجلبه الريح ستذروه العواصف! والذي يغتصب الغير يعيش العمر خائف!!)
- (-عندما مروا صباحاً فوقها، همست شجرة توت: العبوا بالنار ما شئتم، فلاحق يموت!!)
***
- (-أول الأنباء من تل أبيب
قال دايان ودايان أريب:
(ها هنا نحن سنبقى قاعدين
والذين يحتاجنا يطلبنا في التلفون)!!
آخر الأنباء من تل أبيب:
(سيداتي، سادتي!
لم تبض الفرخة!
ما زالت
تلو..و ..و .. ب)!!).
وفي المقدمة التي كتبها عز الدين المناصرة لديوان توفيق زياد، يتحدث عنه شاعرا ملتزماً، فيقول:
- أولاً: يغلب على هذا الشعر الطابع الكلاسيكي، وهذا ناتج عن محاولة ربط الشعر بالجماهير التي تحتاج إلى الوضوح، والحماسة الإيجابية في الغالب!
- ثانياً: شعر توفيق زيّاد الملتزم امتداد للشعر الفلسطيني الكلاسيكي والرومانسي في الثلاثينات والأربعينات، وكذلك هو امتداد لشعراء الواقعية الاشتراكية العرب في أواخر الأربعينات، وأوائل الخمسينات، بل هو مزيج من هاتين.
- ثالثاً: أهتم الشاعر بالمناسبات الثورية والأحداث والشخصيات.
- رابعاً: إن قصائده الماركسية كتبت في زمن مبكر وهو أوائل الخمسينات.
- خامساً: هو امتداد لشعر المقاومة العالمي.
- سادساً: إن هذا الشعر يتحدث المحلية، والقومية، والعالمية، حيث تشعر أن الشاعر وهب نفسه للإنسان أينما كان.
- سابعاً: إن هذا الشعر يخلو من الشوفينية!!
ولعل أصدق أحاسيسه البروليتارية، وثورته ضد النازية الصهيونية المشهورة: (هنا باقون) التي يحفظها الصغار والكبار في البلاد العربية، فهي قصيدة مليئة (بالكدح) و(الرفض) و(التشبث) و(الالتحام)!!
***
في شهر أيار من عام 1958، نسمع صوت شاعرنا يتسرب إلينا من وراء القضبان، قضبان السجن:
(ألقوا القيود على القيود
فالقيد أوْهى من زنودي
لي من هوى شعبي
ومن حب الكفاح ومن صمودي
عزم تسعّر في دمي
نارا على الخَطبْ الشديد!!).
ويحتقر الطغمة الحاكمة الآثمة، ويرفع جبينه عالياً متحدياً، ويعلن:
(لا تحسبي زرد الحديد
ينال من همم الأسود)
لقد كانت تجربة السجن، سجن الدامون، في تموز عام 1958، قفزة بفنه إلى مرحلة جديدة في تكوينه الشعري، فهو يوجه من سجنه إلى الشعب المكافح تحية التمرد:
(بلادنا جميلة جميلهْ
يضوع في نسيمها شذا الغد
وكل جدول بها كأنه
ذراع طفلة مفضض ندي
وغنوة من الحنان والرّضا
نذيبها على لساننا الصدي
...
ودربنا –وإن قسا- منور
فدرّجي خطاك فيه واصعدي!).
ويتشكل لديه بسبب الحبس شعر شعبي موفق:
(إن يحبسونا... أنهم
لن يحبسوا أغنية
تعلو على هذي البطاح!!).
فالشعر بعد مرحلة السِّجْن لديه كأنه نشيد الجوقة وأغنية الجماعة:
(يا شعبي..!!
يا عود الند..!!
يا أغلى من روحي عندي!!
إنا باقون على العهد!!
لم نرض عذاب الزنزانة
وقيود الظلم وقضبانه
ونقاسي الجوع وحرمانه
إلا لنفك وثاق القمر المصلوب
ونعيد إليك الحق المسلوب
ونطول الغد من ليل الأطماع
حتى لا تشرى وتباع
حتى لا يبقى الزورق دون شراع!!).
وحين يحال بينه وبين أمه، هذه المرحلة من تكوينه الفني، يكتب سنة 1960م رسالة، لعل واحداً من الذين ابتسمت لهم (بوابة الأحزان) ذاك العام، يحملها إلى أمه، وجعل عنوانها: (رسالة عبر بوابة مندلباوم):
(أمي الحبيبة!!
لك مني مئتا قبله
أبعثها من بيتنا العالي على التله
من شجرة (الفيجن) والوردة والفله
والبيدر الضاحك من دغدغة الغله
من نصبه الزيتون والسدرة والملة
والموقد الصائم والعيدان والحلة
من كرمة في كل صيف تملأ السلة
وتوتة شامية بيضاء معتلة
وهاجس يسألني عن آخر الليلة!!).
فالشعراء حين يتوجهون إلى أمهاتهم اللآئي تركن بيوتهن، يذوبون حناناً وإنسانية وشفافية وطفولة!! ويتوجه توفيق نحو أمه فيقول ما يقول كأنها صلوات:
(أماه!
يا أجمل ما في العالم الرحب
يا حبة العين التي أعبد يا قلبي!!
الشوق عندي وردة تحيا على حبي!!
أماه!
كيف الحال؟؟ إن القلب يستنبي
وكيف حال الخيمة السوداء والصحب؟؟
بالله هل ذبتم كما ذبنا إلى القرب؟؟
لكلكم تحية خضراء كالعشب
الطائر المشتاق يهديها إلى السرب
ويسأل النجمات عنكم علها تنبي
متى تكون الخطوة الأولى على الدرب؟؟)
وفي الفصل الثالث من هذه الرسالة، ينثر لأمه الأخبار بصورة تبدو كأنها تسيل عفوية وبساطة، وإذا بهذه الأخبار على بساطتها، وعلى سلاسة سردها، تحمل كل أبعاد قضيته، قضية وطنه، من أولها إلى أخرها، في أصغر حيز ممكن:
(أخبارنا.. كثيرة، تثقل لي صدري
أبو صلاح عميت عيناه من قهر
وأم فخري ذهبت حزناً على فخري
والقرية السمراء قد شابت من الصبر
والعين شح الماء فيها فهي لا تجري
وأرضنا يسلبها الظلام للغير
لم يبق يا أمي غير الماءِ والصخر
لكننا نصمد كالفولاذ للدهر
وكيف لا، وفي دمانا أنف النسر!!).
وهو يرجئ أخباره الخاصة إلى آخر فصل من الرسالة، إلى الفصل الرابع، على خصوصيتها، ومع ذلك مندمجة في الأحداث العامة:
(وابنك ما عاد كما خلقته وحده!
لقد تزوجت ببنت الجار من مده!
فقيرة مثلي.. يملك والدها زنده!
تعينني في عمره المملوء بالشده!
إن تلمحيها قلت: ذي نعنعة البلده!
صفحاً!! أنا لم أدعكم في ليلة الصمده!
لم أدعكم، فالدرب يا أمي منسده!!).
إنها واقعية حلوة فنية، ثم يمضي في هذه الواقعية الجميلة:
(وأنت قد أصبحت يا والدتي جده
لي الآن من لحمك، من لحمي أنا ورده
شيطانة في عامها الثالث كالقردة
أسميتها –لله ما أطيبها- فهده!
تسألني كبل صباح: (أينها الجده؟)
تحب (فيروز) خصوصاً (غنوة العوده)!!).
إنه حريص على أن نتعانق الأحداث الخاصة وتتعاطف وتمتزج نبضاتها بعروق الإحداث العامة! وهذه هي قدرة الواقعية الجديدة في تشكيلتها الفنية.
وكان في أيار عام 1960 قد نظم ثلاث قلائد تتوهج صدقاً وحلاوة، وتحمل حبات من قيم لا تتراخى، سماها ثلاث أغان (لناظم حكمت) شاعر تركيا المناضل، صاحب القلم الجبار!!
وفي أيلول عام 1965 أختار لقصيدته عنواناً صلباً قوياً في مواجهة الصهيونية، ذا موقف نضالي ثوري واع، حفظه الجميع وردده كل وطني حر؛ إنه عنوان قصيدة (هنا باقون):
(كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا على صدوركم باقون كالجدار!!
. . . . . . . . . . . .. . . . . .
. . . . . . . . . .. . . . . . . .).
ومن قصائده التي ملأت الأجواء وترددت على كل لسان قصيدته (على جذع زيتونه):
(لأني لا أحيك الصوف
لأني كل يوم عرضة لأوامر التوقيف
وبيتي عرضة لزيارة البوليس
للتفتيش و(التنظيف)
لأني عاجز أن أشتري ورقاً
سأحفر كل ما ألقى
وأحفر كل أسراري
على زيتونة
في ساحة الدار!!
. . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .).
وقصيدته في (سرحان) أشبه بملحمة قصيرة، فيها دروس تربوية في تكوين البطولة، وفي محاولة لصوغها شعراً، وفيها إدراك لمراحل التطور، وللإنسان البسيط، وكيف يتشكل دوره في معركة التحرير، وفيها ارتباط وثيق بقضية البلاد ارتباطاً لا تفصمه قوى البشر، وليس في التصوير ازدواجية أو غموض. فسرحان العلي، من عرب الصقر، الذي نسف ماسورة البترول عام 1936م، نموذج للإنسان الذي لا يبرح خاطر توفيق زيّاد، وفي مجلة (الجديد) –عدد 3- السنة 14 آذار عام 1967م، نقرأ له قصيدة من نوع حكايا الغول، عن سرحان والماسورة يحكيها في فصول أربعة.
أجل، إن (توفيق زيّاد) من الشعراء الذين رفعوا راية الشعر المقاوم في الأرض المحتلة، وأعلنوا التمرد في وجه الطغيان، ولم يستسلموا للمساومة، وكان الرفض سبيلهم النضالي، ولم يفتّ السجن في عضدهم، وقد فرضوا للكلمة دورها النضالي، وجعلوا للشعر طعم الشهادة، وخاضوا مع المحتل أقسى ألوان التجارب، وخرجوا أشد ما يكونون صلابة وإدراكاً لدورهم الثوري في المقاومة، ومضوا بالحركة الشعرية في الأرض المحتلة إلى أعمق جذورها، وانطلقوا بها إلى أفسح آفاقها، وجعلوها تحمل الغلال الإنسانية التحريرية، وخلصوها من ترهلاتها، ومن سودايتها، ومن خطر الانكفاء على الوجه، وحملوها توهج الجراح، ونبض العواصف، ومشاعل الشموس. وقد خلطوا بقلوب الجماعة واندمجوا معهم في نبض مشترك، وتجارب مشتركة واتحدوا. وقد دفقوا الشعر في ساح المواجهة كما يتدفق الموج، فلفتوا الأنظار والأسماع إلى قيمته ومستواه ووهجه وتشكيلته ومضامينه.
ومن هنا توفيق زيّاد شاعر مواقف، تعلو كالمنارات في قمم الآفاق، يَنْبَجِسُ منها النور، والأشعة الكاشفة.
أعماله الشعرية :
1. أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2. أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت ، 1969م ) .
3. أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4. أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
5. شيوعيون ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6. كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر ، عكا ، 1970م ) .
7. عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8. تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10. الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) . يشمل ثلاثة دواوين :
- أشدّ على أياديكم .
- ادفنوا موتاكم وانهضوا .
- أغنيات الثورة والغضب .
11. الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .
أعماله الأخرى :
1. عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
2. نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة ، الناصرة ، 1973م .
3. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م ) .
4. حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م ) .
مقتطفات شعرية من الشاعر توفيق زياد
أُنَادِيكُمْ
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم
وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم
وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي
وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم
فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا
نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم.
أُنَادِيكُمْ
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي وَلا صَغَّرْتُ أَكْتَافِي
وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي
يَتِيمَاً ، عَارِيَاً ، حَافِي
حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي
وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي
وَصُنْتُ العُشْبَ فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي
أُنَادِيكُمْ ... أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم !!
*****************************************************
كأننا عشرون مستحيل
في اللد، والرملة، والجليل..
إنا هنا باقون
فلتشربوا البحرا..
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين
برودة الجليد في أعصابنا
وفي قلوبهم جهنم حمرا
إذا عطشنا نعصر الصخرا
ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل!!..
وبالدم الزكي لا نبخل.. لا نبخل.. لا نبخل..
هنا.. لنا ماض.. وحاضر.. ومستقبل..
كأننا عشرون مستحيل
في اللد، والرملة، والجليل..
يا جذرنا الحي تشبث
وأضربي في القاع يا أصول
أفضل أن يراجع المضطهد الحساب
من قبل أن ينفتل الدولاب
"لكن فعل.. اقرأوا
ما جاء في هذا الكتاب!!..
كأننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
*******************************************